في حرب غزة, المؤشرات تدل على أن التحضير لمعركة رفح ما زال قائماً, وفي آخر المعطيات أن إسرائيل ستوسع على نحو ملموس ما يسمى "المنطقة الإنسانية" في قطاع غزة, في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية في رفح.
ومن المؤشرات على تعقيدات الوضع, توسع الحديث عن الطلب إلى قيادة حماس مغادرة قطر, ما يعني بدء التفتيش عن عاصمة تقبل إستضافة هذه القيادات وتوفر الحماية لها.
من باب التحولات في المنطقة, وقع العراق وتركيا, اليوم, عددا من الاتفاقيات, على هامش زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغداد, الذي وصف هذه الاتفاقيات بأنها "نقطة تحول" في العلاقات.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي, محمد شياع السوداني أن سياسة بلاده تعتمد على التوازن, على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار, ما يعني التوازن بين تركيا وإيران, وقد جاءت هذه الخطوة بعد عودة الرئيس العراقي من واشنطن.
لبنانياً, فجأة استنفر المجتمع المحلي والدولي لمعالجة الوضع الامني على الحدود اللبنانية الجنوبية الى جانب أزمة النازحين السوريين التي نال لبنان حصة الاسد منها وباتت تتهدد مصيره الوجودي في ضوء تنامي عمليات السرقة والقتل والخطف التي يمارسها عدد كبير من هؤلاء, حيث حمل هذا الملف بعداً اضافياً خصوصا اثر زيارتي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون الى باريس ومواقف الرئيس ايمانويل ماكرون من مجمل الازمات والوضع الامني في مقدمها.
في حين بقي ملف الاستحقاق الرئاسي متقدماً تعمل على خطه لجنة سفراء مجموعة الخماسية التي افيد انها ستجتمع قبل ظهر غد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري.
اما على خط الوضع العسكري, فاشارت معطيات صحافية الى زيارة محتملة للموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين الى لبنان لساعات فقط ضمن زيارة الى المنطقة مرهونة بحصول تطورات معيّنة هذا الاسبوع, وقد تردد ان عين التينة ستستضيف هوكشتاين في الساعات المقبلة.
فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية ما كان ماكرون ليطلب هذه المحادثات الفرنسية اللبنانية لو لم يكن على علم بما تعد له تل ابيب وبأنها جادة واكثر, في مخطط مهاجمة حزب الله على نطاق واسع في لبنان.
وقد عقد هذا اللقاء بعد اتصالات فرنسية اميركية اجراها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان والاميركي اموس هوكشتاين, تقاطعت فيها معطيات الدولتين على ان لا بد من ايجاد تسوية سريعة لاعادة الهدوء الى الجنوب اللبناني, بالدبلوماسية, قبل ان يتولى الإسرائيلي القيام بذلك بنفسه, بالاداة العسكرية.
ووحدها زيارة محتملة لهوكشتاين الى بيروت, في الساعات المقبلة, يمكن ان تشكل دليلا على ان ثمة خرقا ما, في المشهد الساخن, تمكّنت المشاورات الدبلوماسية من تحقيقه.
وعلى صعيد آخر, يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل, على أن ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للإعلان عن حزمة مالية من الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في موضوع اللجوء السوري, وبهدف منع اللاجئين من الوصول بحراً إلى قبرص وذلك تحضيراً للمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل أواخر شهر أيار.
وتحضيرا لهذه الزيارة, جال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي على رأس وفد, على القيادات اللبنانية اليوم وكان لافتاً خطاب الرئيس ميقاتي العالي النبرة للرجل الدبلوماسي جداً والصبور جداً إلا أن كل لبنان بكل أطيافه بات غير قادر على استيعاب هذه الأعداد من السارقين والمجرمين.
اما رئاسياً, وبعد الإتصال الذي جرى بين الأليزيه وعين التينة ينطلق هذا الاسبوع حراك جديد لسفراء المجموعة الخماسية بلقاء يعقدونه مع الرئيس بري ظهر غد الثلاثاء لإطلاعه على نتائج لقاءاتهم الاخيرة مع رؤساء الكتل النيابية والسياسية.